الاثنين، 25 أكتوبر 2010

مفهوم الطقس ومعناه

 الفصل الأول: معنى الطقس

 

1- طقس: كلمة يونانية ( تاكسيس) ومعناها ترتيب أو نظام.

2- الطقس الكنسى: هو كل ما يتعلق بتنظيم الكنيسة من حيث بناؤها وأدواتها ورتبها الكهنوتية وممارسة أسرارها وصلواتها وتسابيحها وأعيادها. ولكن الطقس ليس هدفاٍ في ذاته نمارسه بحرفية بلا فهم إنما الطقس القبطي هو شركة حقيقية مع الله الآب في ابنه بالروح القدس وفي هذه الشركة نتذوق روعة وعذوبة الحياة الإنجيلية كحياة سماوية. ولذلك من لا يعيش هذا هو غريب عن مفهوم الطقس في كنيستنا.

3- لما استراحت الكنيسة من الإضطهادات الرومانية التى استمرت نحو ثلاثة قرون أخذت ترتقى بالطقوس إلى أن وصلت إلى أسمى درجة من النظام والكمال وثبت أسلوب الطقس الممارس بروعة ودقة حتى الآن.

 

   الفصل الثاني: قوة الطقس

تنبع من أن المسيح له المجد مارسه بنفسه ووضعه وسلمه لتلاميذه وتناقله التلاميذ حتى وصل إلينا الآن.

أولاٍ: السيدالمسيح له المجد مارسه :

  أ- خضع لطقس الختان (لو 21:2).

ب- فى اليوم الأربعين قدموه للهيكل حسب شريعة التطهير (لو 22:2).

ج- كل سبت كان يذهب إلى الهيكل (لو 16:4).

د- خضع لطقس المعمودية (مت 15:3، 16).

هـ- إحتفل بكل الأعياد منها عيد الفصح (مت 26: 17، لو 41:2)، وعيد المظال (يو 14:7) وعيد التجديد (يو 22:10)... الخ.

و- خضع للكهنوت اليهودي (8: 4، لو 17: 14).

ثانياٍ: السيدالمسيح له المجد أسس طقوس العهد الجديد :

وضع لنا أسرار الكنيسة : مت 5: 31، 32، مت 16: 17 – 19، مت 26: 26 – 30، مت 28: 18 – 20، مر 6: 12، 13، لو22: 19، 20، لو 24: 49

تكلم مع تلميذيه عن ترتيب عُلية صهيون  مر14: 15 والتي هي أول كنيسة.

ثالثاٍ: الرسل سلموا الينا كتابيا وشفهيا ما تسملموه من السيد المسيح.

 

الرسل أنفسهم مارسوا العبادة اليومية وكسر الخبز

بولس الرسول يقول:

"لأننى تسلمت من الرب  ما سلمتكم أيضاً..." (1كو 23:11).

 "وأما الأمور الباقية (الطقس ونظام الخدمة). فعندما أجئ أرتبها (أضع طقسها)" (1كو 34:11).

شواهد اضافية: 1كو 11: 22 + 14: 33، 40 + 1تس 5: 14 + 22تس 2: 15 +  تس3: 6

 3- مار مرقس الرسول نفذ هذا الطقس وسلمه لمدرسة الإسكندرية.. وعلمائها سلموها للأباء أثناسيوس وكيرلس وديسقورس وهكذا حتى وصل إلينا نحن الآن كما هو بدون تغيير.

4- ولذلك نحن أخذنا الطقوس من

أ- من الكتاب المقدس.

ب- من التقليد.

 الفصل الثالث: فائدة الطقس وروعته

   أولاً: الطقس يجعلنا نحيا الأبدية على الأرض

الطقس القبطي هو لغة السماء ونحن في الكنيسة نكون في السماء ننطق بهذه اللغة كجماعة مؤمنين وكأفراد فتُصبح الكنيسة صورة السماء ونتمتع بالصورة البهية التي ذكرها سفر الرؤيا وخاصة في القداس الإلهي حيث الخروف المذبوح قائم على المذبح وحوله الأربعة الحيوانات غير المتجسدين والملائكة (الشمامسة) والأربعة والعشرون قسيساً السمائيين (الكهنة)، وجمهور القديسين(المؤمنين) والجميع يسبحون. إنه منظر سماوي بديع الجمال ولكنه عربون لحياتنا الأبدية نتمتع به هنا في غربتنا.

 ثانياً: الطقس يجعلنا نعيش العصر الرسولى

طقوس كنيستنا هى هى طقوس عصر المسيح والرسل... ف كنيستنا الأرثوذكسية هى كنيسة رسولية تقليدية حافظت على ما تسلمته من عقائد ونظم وطقوس عذبة وجميلة نقلته عبر الأجيال إلى أبنائها سليماً وغير منقوص. وقد قال عنها الأرشيدياكون الجرنون الإنجليزى: "إن الكنيسة القبطية هى الكنيسة التى أسسها وأنشأها مار مرقس الإنجيلى وطقوسها وترتيباتها لم يطرأ عليها التغيير الذى طرأ على سائر الكنائس المسيحية... تتمسك هذه الكنيسة المحترمة بتعاليم ثلاثة مجامع وقد دل رفضها لما عداها على متانة شرفها وحبها للوظيفة  والأمانة الدينية".

 ثالثاً: الطقس أعظم كارز بالكتاب المقدس

تستطيع أن تقرأ معظم الكتاب المقدس فى طقس الكنيسة بطريقة واضحة ورائعة.

 رابعاً: الطقس يُثّبت الإيمان ويُحافظ على العقيدة

يقول نيافة الأنبا رافائيل: "لقد استطاعت الكنيسة على مدى تاريخها الطويل أن تصيغ كل ما تعتقده فى صورة طقوس إما فى نصوص ليتورجية أو فى ترتيبات طقسية.. حتى أنه يمكنك من خلال الطقس فقط أن تكتشف كل العقيدة واللاهوت والمناهج النسكية.. فلا يوجد طقس بدون خلفية عقيدية ولا توجد عقيدة بدون صياغة طقسية"

والطقس القبطي قدم هذه العقيدة وهذا الإيمان بأبسط اسلوب يفهمه الطفل ويشبع به اللاهوتي ويستريح به الكاهن والناسك. ومثال ذلك :

طقس رشم الصليب: يشير إلى عقيدة التثليث والتوحيد
والتجسد والفداء.

طقس المعمودية: المعمودية دفن مع المسيح وولادة من الماء والروح وصبغة مقدسة لذلك نحن نغطس. أيضاً المعمودية عهد مع المسيح ولذلك في الطقس ننظر للشرق ونعلن إيماننا للمسيح وفى النهاية يلبس الزنار الأحمر بعد ترديد قانون الإيمان إشارة إلى الأرتباط بدم المسيح.

 خامساً : الطقوس توحد الكنيسة

يجعل الكنيسة واحدة فى صلواتها وعباداتها هنا على الأرض وكذلك تصير الكنيسة المجاهدة (نحن في غربتنا هذه) والكنيسة المنتصرة (الذين رقدوا على رجاء القيامة) كنيسة واحدة.

 سادساً : الطقس يطبع فى النفس أثراً لا يُمحى

الطقس يقوم بتقريب وتبسيط الحقائق الروحية العالية إلى العقول والأفهام البشرية بحيث يمكن أن تنفذ إلى النفس الإنسانية وتطبع أثراً لا يمحى فيتفاعل معها الإنسان وتؤثر في سلوكياته وعلاقاته وكل حياته.

سابعاً: الطقوس تتيح للإنسان (جسد - روح) أن يشترك فى العبادة

الإنسان مكون من روح وجسد ولذلك يعبد الله بكليهما. ولذلك في الطقس القبطي يشترك الجسد مع الروح فيملأ الشعور واللاشعور في الإنسان. ولذلك تعلمنا الكنيسة أن نستخدم حواسنا وجسدنا في العبادة لأن الطقس هو لغة الإنسان ككل يستخدم كل كيانه ليعبر عما بداخله بينما تعجز لغتنا البشرية عن ذلك.

استخدام الحواس

Ø  حاسة النظر: مثل النظر إلى الهيكل وجسد الرب ودمه والأيقونات، والوان الكنيسة فاللون الأسود نستخدمه فى أسبوع الآلام، و اللون الأبيض يستخدم فى القيامة و الخماسين إشارة للمجد.

Ø     حاسة السمع: المواعظ والتعاليم والإرشادات، الالحان والموسيقى الكنسية.

Ø     حاسة التذوق : نتذوق تعاليم الرب ، نتذوق جسد الرب ودمه.

Ø     حاسة اللمس: نلمس الايقونات، ستر الهيكل، يد الكاهن

Ø     حاسة الشم : نشتم رائحة البخور.

إستخدام الجسد

Ø    هامة الرأس : يستعملها للسجود والخضوع أمام الله وهيكله المقدس.

Ø     الأيادى : ترفع للصلاة وتقديم الصدقات.

Ø     الأرجل : للإسراع إلى بيت الله.

ثامناً : الطقس يحافظ على النظام

إلهنا إله نظام وإله ترتيب ولذلك في العهد القديم نراه:

Ø     جعل الله الكهنوت محصوراً فى سبط لاوى

Ø     جعل للعبادة مكاناً خاصاً لها (الخيمة - الهيكل).

وفي العهد الجديد : أ- في معجزتي اشباع الجموع اشترط وجود النظام في الجلوس والتوزيع (لو 9: 14 – 17)

                  ب- يقول معلمنا بولس فى (1كو 34:11 ) "وأما الأمور الباقية فعندما أجئ أرتبها "   

                      والترجمة الصحيحة لكلمة (أرتبها) كما جاءت فى اليونانية أطقسها أو أضع لها طقوسها.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق