السبت، 2 أكتوبر 2010

الترجمات القبطية للكتاب المقدس

عند دخول المسيحية مصر أكتفت الكنيسة بالعهد الجديد الذي استلمته باليونانية وبالنسخة السبعينية للعهد القديم والتي مانت في القرن 3 ق. م. ولكن انتشار المسيحية في كل مصر حتى وصلت إلى القرى الصغيرة صارت هناك حاجة إلى ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة السائدة بين المصريين وهو ما يعرف بالخط القبطي وتُعد بردية شستر بيتي السابعة وهي بردية رقم 965 والتي ترجع للقرن الثالث الميلادي والموجود أجزاء منها الآن في متحف دبلن بإيرلندا أقدم وثيقة تمثل المحاولات الأولى للترجمة القبطية، وهذه البردية تشمل الأناجيل والرسائل ولكن هناك أوراق مفقودة منها.
وكذلك توجد بردية بودمر رقم 6 والمحفوظة بجنيف بسويسرا والتي تتضمن ترجمة لسفر الأمثال باللهجة الصعيدية.
أما عن قدم دليل غير مباشر على وجود الترجمة القبطية للكتاب المقدس أو بعض أسفاره جاء في سيرة أنبا انطونيوس والتي دونها البابا أثناسيوس الرسولي وذلك حين سمع إنجيل القداس حين دخل الكنيسة والآية الشهيرة التي غيرت حياته : " إن أردت أن تكون كاملاً فإذهب وبع كل املاكك ولأعط للفقراء فيكون لك كنز فى السماء وتعال أتبعنى " ( مت 19 : 11) ومن المعروف أن أنبا أنطونيوس كان يعرف القبطية فقط ولا يعرف اليونانية، وفي هذا إشارة إلى أنه كانت هناك ترجمة قبطية تُستخدم في الكنيسة في ذلك الوقت.
ولقد قام العالم والتر كرم عام 1934 بنشر ورقة بردية للمزمور 46 بلهجة قبطية يرى العلماء أن لهجتها هي مرحلة أولية لكتابة اللهجة الأخميمية أو الأسيوطية.
أما في القرن الرابع فشهد انتشار الترجمة القبطية للكتاب المقدس باللهجة الصعيدية التي تُعد هي اللغى القبطية الأدبية الفصحى وكذلك تمت الترجمة إلى باقي اللهجات  وقد تبقى لنا من آثار هذه الترجمات القبطية للكتاب المقدس :
شذرات محمًلة في مخطوط نجع حمادي رقم 7 لسفر التكوين. وسفر التثنية (بردية بودمر رقم 18)، ويشوع (بردية بودمر رقم 21) وكذلك إرميا، باروخ، إشعياء.
ولقد ازدهرت الترجمة القبطية باللهجة الصعيدية عن سائر اللهجات في القرن الخامس الميلادي.

ومما يدل على انتشار الترجمة القبطية للكتاب المقدس ما جاء في كتابات القديس باخوميوس وتلاميذه والأنبا شنودة. ويذكر بلاديوس ان الرهبان الباخوميين كانوا يحفظون الأسفار المقدسة عن ظهر قلب بالقبطية.
أسفار الكتاب المقدس وجدت باللهجة الصعيدية، البحيرية، الأخميمية، البهنساوية، الفيومية، لهجة طيبة الأولية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق